18/08/2008

تكلفة الفرصة البديلــة


يحكى أنه في قديم الزمان، وفي سالف العصر والأوان، كان يعيش أخوان شقيقان، أكبرهما الذي كان لا يكل ولا يمل من العمل والاجتهاد، وأصغرهما الذي كان، على العكس من شقيقه، كسولاً بليدًا .. ونتيجة لذلك، كان من الطبيعي أن يكون الاخ الكبير سعيدًا، والاصغر سناً تعيسًا بقدر سعادة أخيه، فذهب الأخيرإلى الأول، يشكو له ـ كعادة الكسالى جميعًا ـ سوء بخته ونحس طالعه، فضحك الاخ الكبير الذي كان يعرف أخاه جيدًا، وقال له: "يا أخي، مادمت تتحدث عن الحظ، فاعلم أن حظي يحب العمل والكد والتعب، ولذلك فهو يساعدني في كل شيء، من عزق الأرض إلى حصد النبات.. أما حظك، فيبدو أنه كسول، نائم في مكان ما، تحت شجرة ما، في أرض ما، يحلم بالطعام والشراب والنكات" فحدق الاخ الصغير في وجه أخيه، وقال:" هل انت جاد؟" رد الاخ الاكبر، آخذًا أخيه على قدر عقله:" طبعًا، كل حظ يشبه صاحبه يا أخي، فابحث عن حظك، وستراه مثلك، يفضل النوم والكسل على شهد العسل!" ولما سمع الرجل الذي لم يكن يفهم المزاح ـ هذا الكلام، قرر أن يبحث عن حظه النائم، ليجبره على الاستيقاظ، وتغيير حياته من الشقاء والنكد، إلى الهناءة والسعد فانطلق يقطع الصحــــاري والجبـــال باحثــًا عن حظه، إلى أن فوجئ يومــًا بأســد مهول يخرج عليه، صائحًا: " من أنت ؟ وإلى أين تظن نفسك ذاهبًا؟ أجب بسرعة وإلا التهمتك!" فأجابه الرجل بكلمات مرتجفة: أنه ذاهب ليبحث عن حظه الضائع.. وعلى عكــس ما توقع الرجل تمامــًا، انهــار الأســد باكـيًا!!! وأخذ ينهنه شاكيًا، وقال:"أرجوك، إن وجدت حظك، فاسأله نيابة عني عن سر آلام بطني، فكل ما آكله يؤلمها حتى الفئران، ولذلك فأنا دائمًا جوعان!" فوعده الرجل بمساعدته، ليتركه الأسد يكمل طريقه .. وسار الرجل طويلاً، حتى وصل إلى حقل يكاد يخلو من النبات، وهناك وجد شيخًا وعجوزًا وفتاة جميلة يبكون من الحزن، فلما حياهم، وسألهم عن أمرهم، أجابوه:"لقد خدعنا من باع لنا هذا الحقل، الذي حاولنا زرعه لأعوام من دون جدوى، ولا ندرى السر وراء ذلك" فأخبرهم الرجل أنه ذاهب ليبحث عن حظه، ووعدهم بأنه إذا وجده، سيسأله عن حظهم الضائع بدوره! وواصل الرجل مسيرته، حتى وصل إلى أسوار مدينة جميلة، حدائقها غناء، وجداولها جارية، وبناياتها عالية، وبينما هو يتأملها، فوجئ بمجموعة من الحراس المسلحين تنقض عليه، ليكبلوه، ويسوقوه إلى قصر ملكهم. ولما دخل الرجل على الملك، ووجده مبتسما، ذهب ما ألم به من الوجل، وأجابه عندما سأله عن سر تجواله، بأنه يبحث عن حظه الضائع. فقال الملك: "أريدك أن تسأل حظك، عندما تجده، عن ســــر تعاستي رغم جمال مدينتي، وحب رعيتي، وعدالة حكومتي" فوعد الرجل الملك بذلك ، وأكمل مسيرته الطويلة، إلى أن جاء اليوم الذي وقعت فيه عيناه على حظه نائمًا تحت شجرة وارفة الظلال!!! وقف الرجل يتأمل حظه، كان شبحًا كالخيال عار إلا من ثياب كالأسمال، شعره ملبد كشعر قرد لا يستحم؛ ثم تقدم منه ليوقظه، قائلاً : " هيا أيها التعس، لقد حان أوآن العمل! ... عسى أن يكون هناك أمل في أن يغير كل منا الآخر .... قم بسرعة! .... إن حظ أخي يخدمه ويجلب له السعادة، وأما أنت تنام هنا كالطوبة، لأعيش أنا في تعاسة ... قم وإلا ألهبت ظهرك بالعصا!! وأخذ يلكزه ويهزه، حتى قام حظه متململا متثائبا يفرك عينيه في كسل، ونظر إليه في تبرم، قائلا: "ولم أتعبت نفسك؟؟؟ لـــم تتسكــع في الدنيا شرقــًا وغربًا، ليهــزأ بك الجميع؟ تعبـــك لا فــائـــدة منه ... فالحـــظ لا يحب إلا المجتهدين الكادحين، وما كان عليك أيها الكسول إلا أن تجلس تحت شجرة مثلي وتنام!..." فلما سمع الرجل هذا الكلام، غضب وثار وهاج وماج، وهجم عليه يريد أن يخنقه؛ لكن الحظ كان قويًا؛ فلــــوى ذراعه، وأجلسه ليقول له: "إهــدأ ... فلا فائـــدة من كل هذا ... وقـــل لى: ماذا رأيت في طريقك ؟ ومن قابلت؟ فقد نجد لك حلاً فيما تريده مني." فحكى له الرجل كل ما مر به في رحلته الطويلة، والحظ يستمع إليه ، فلما انتهى، قال له: " من الواضح أنك قد قطعت مسافة كبيرة، وملأت قلـــوب البعــض بالأمل.. يبدو أنك لست سيئا إلى هذا الحد، وأن فيك بعض الجوانب الطيبة التي قد تساعد على تغيير حالك .. سأخبرك بما تقول لمن قابلتهم، وسوف تجد حظًا جميلاً، لا يناله الكثيرون في طريق عودتك؛لكن الحصول عليه يعتمد عليك وعلى ذكائك، فانتبه ولا تضيعه كما ضيعت وقتي ووقتك في تلك الرحلة التي لم يكن لها أي داع، فاسمع!!" وأخبره الحظ بما لديه، وما إن انتهى، حتى تثاءب، وتمدد تحــت الشجرة الظليلة ليواصل نومه، وحاول الرجل أن يوقظ حظه ليستفهم منه أكثر، لكن جهوده هذه المرة؛ذهبت أدراج الرياح. وعاد الرجل أدراجه، حتى وصل إلى المدينة الجميلة التي يحكمها الملك الحزين؛ فلما قاده الحرس إليه، واستفهم منه الملك عن سر تعاسته، قال الرجل: " لقد كشف لي حظي يا مولاي عن سر تعاستك، وأنت وحدك من تستطيع تغيير حالك، إنك تعيش حياة غير حياتك، حارما نفسك في سبيل أن تظل الملك الشجاع المهاب المحارب، وأنت يا مولاي أرق من ذلك وأجمل، لأنك لست رجلا؛ بل فتاة جميلة رقيقة!" ابتسم الملك، ونزع تاجه، لتتهدل جدائل شعرها!.. وسط شهقات الجميع . وقالت الملكة عرفنا أنها أنثى الآن: "الحق معك، ولأنك أول من عرف سري، فلتكن انت زوجي وملك مملكتي؛" وذهل الرجل، ولم يتصور نفسه يحيا وسط هذا النعيم، وكاد يعطي ردًا فوريًا بالموافقة، لكنه تذكر ما قاله له حظه، من أنه سيجد حظًا كثيرًا في طريق عودته،
فــرفـ(حرني الاثول)ـــــض العــــرض، وأصر على مواصلة طريق رجـــوعه. واستمر الرجل في دربه، إلى أن قابل الشيــخ والعجـــوز، وابنتهمـــا الفتاة الجميلة، فلمـــا رأوه، واستفهموا منه عن سر جدب حقلهم، قال الرجل: "إن أحد الملوك القدامى قد دفن في ارضكم أربعين جرة، كل منها مملوءة بالذهب والجواهر، خوفًا من أعدائه؛ فعليكم أن تخرجوها، لتصبحوا في غاية الثراء؛ وتصبح أرضكم غاية في العطاء والنماء." فلما فعلوا ما قاله، ووجدوا الأربعين جرة، طلب منه الشيخ والعجوز البقاء معهم، والزواج بابنتهما الجميلة، والحصول على نصف هذا الكنز.. وكاد الرجل أن يوافق، لكنه تذكر؛مرة أخرى، كلام حظه، وأصر على استكمال طريق عودته، حتى يجد الحظ الكثير الذي أنبأه به حظه. وقفل الرجل راجعًا، واستمر في السير حتى استبد به التعب، دون أن يجد حظًا ولا غيره، فجلس ليستريح تحت شجرة، فسمع صوتًا مزمجرًا يصيح به: "أهلاً ايها الرجل... ماذا قال لك حظك عني؟ وهل جئتني بالدواء؟" التفت الرجل إلى مصدر الصوت، فوجد الأسد الذي قابله أول مرة، فارتعش رعبًا، لكنه أجابه: "لم أحضر أي دواء، لكن حظي أنبأني بعلاج لما أصابك من داء: عليك أن تلتهم مخ رجل شديد الغباء!" فتبرم الأسد؛وقال له: "وأين أجد مثل هذا الرجل؟ عليك أن تساعدني في البحث عنه، فاحكِ لي عمن قابلتهم في طريقك؛فقد أجد بينهم من يشفيني." فاعترض الرجل، لأنه كان يريد مواصلة طريقه للحصول على الحظ الذي ينتظره؛لكن زئير الأسد جعلته يمتثل، فحكى له عن كل شيء، ولما انتهى.. لمعت عينا الأســـد، وزئرر: " يا لك من غبــــــــــي !!!! لقد خلفت كل الحـــظ وراءك، وأنا لو بحثت في الدنيا كلها فلن أجد من يمتلك مثل غبائك؛ فاستعــد! إن آلامـي تزداد وتملكني الداء ... وليس هناك ما يشفيني إلا مخ يحتوي كل هذا الغبـــــــاء!!!"ءوهجم عليه ، فأكله لساعته ، لتنتهي تلك الأسطورة...................... نهايــة مأسـاوية ! ء

11 comments:

Anonymous said...

صج اثول وما يفتهم

حظ مقرود :)

LonDonY said...

زين ان الكاتب خلا النهاية في فم الاسد

لان اللي مثله .. عيشته خسارة

Sweet Revenge said...

الصراحة القصة عجيبة بس النهاية مو حلوة
علي الاقل اهو بذل مجهود وساعد الناس

LonDonY said...

اذا ممكن، خلج من العواطف ثانيه
انتي انتي الحين لو انج مكان الاسد
واييج الاخ الحربوء ويقولج ان دووواج عنده.. ويسولف لج عن فرص خياااال

قولي لي بتهدينه؟
:p

Yin مدام said...

قصة روعة صراحة ونهايتها أروع بردت
جبدي فيه
مفروض ينطق طق من يوم عند الملكة
:)

enter-q8 said...

ماقالوها اللي قبل
عطني شوية حظ و اخذ كود مراجل

LonDonY said...

Yin

الملكة والله لاكاسرة خاطري

اندقررررت مع هالغبي





.
.
.


Enter-Q8

بووليد ما انقالت عبط

الحـظ تاللي يرد المرجلة
:p

Yang said...

صراحة انا مو من هواة قراءة القصص, بس صراحة في كم قصة قريتها على المدونات وايد حلوة.

وطبعا هذي منهم :)
اتمنالك التوفيق ومزيد من هالقصص.

Fahad Al Askr said...

يا أخي الموسيقى اللي حاطها عجيبة، صار لي يومين فاتح بلوقك وقاعد أسمع

LonDonY said...

Yank


ولا انا من الهواة بس استهوتني غصب

مشكور عالدعوة

:)




===



Fahad


هذي ياخوي اخذتها من اهل الذوق

بلوق الزين <<

http://al-zain.blogspot.com/

Unknown said...

هل فهم احد منكم

الحكمه من القصه ؟

لانه لكل انسان

تفسسسسسسسسسسسيره

علموني
فمالله